-A +A
خالد سيف
من بعد غياب قسري.. عاد نمور آسيا للركض من جديد في ملاعبهم المفضلة التي شهدت لهم ملاحم كروية.. زلزلت أركان القارة.. عاد النمور بتاريخهم وإرثهم وإنجازاتهم.. وعمادتهم القارية.. ولكن العودة هذه المرة تحمل بصمة عالمية ونجوماً من نخبة لاعبي المستديرة.. حضروا من غرب الوجود ومطلعه.. لمشاركة العميد المئوي في استعادة أمجاده الضائعة في وسط المعمعة.. ولولا مدرجه الذهبي الكبير الذي لازم الملاعب سنين عجافاً.. يؤازر ويدافع عن ألوان من الظلم والقهر تعرض لها عميدهم.. ولم يتركوه؛ في الانتصار حملوه وفي الانكسار انتشلوه ووقفوا أمام كل من استخدموا معه جميع أنواع الأسلحة المحرمة قبل المشروعة.. بهدف إبعاده عن طريق أحلامهم التي كان يحبطها.. عاد النمور هذه المرة بعد أن غيروا جلودهم واختاروا قائداً فنياً محنكاً «دقدقته» ملاعب أوروبا وخرج منها بدروس من الخبرة.. في تجربة جديدة وعالم جديد يبحث فيه عن مجد ربما لم يصل له بعد في القارة العجوز.. خرج النونو ورأس ماله حلم وآمال وطموح.. لا صديق ولا رفيق ولا طريق يتبعه.. ورحل متجهاً إلى شارع الصحافة بلا تذاكر وأمتعة.. ربما يحمل معلومات متواضعة عن الاتحاد وتاريخه وإنجازاته.. ولكنه لا يدرك حجم من يقف خلف هذا الكيان من جماهيرية تخطت الأرقام الفلكية.. ومدرج ذهبي لا يقبل بما دون النجوم.. وتشهد له ملاعب الخصوم في حضوره.. الذي حطم الأرقام القياسية.. وبلغ صيته أصقاع المعمورة.

وصل المحارب البرتغالي ولا يزال يحمل في قلبه بعضاً من فزع الملاعب الأوروبية.. الذي يلازمه وكان الأمل أن يتخلى عن هذا الفزع الذي ينعكس على نهجه داخل المستطيل الأخضر.. حين يكلف جميع عناصره بالكر والفر جماعياً.. طلوعاً ونزولاً.. الأمر الذي يستنزف طاقاتهم وقواهم مبكراً.. وتارة تجده مرتبكاً.. وتتوقع في أي لحظة أن يخسر زمام المبادرة ويسلم مواقعه للخصوم.. لديك مخزون ثري من التجربة يا نونو.. ولكن عليك أن تنزع إحساس الخوف من الفشل.. وتستعين بما وفر لك من نجوم.. وما تعلمته من دروس وتجارب وما تشاهده خلفك من مدرج ذهبي كان العامل الأساسي في حصولك على اللقبين السابقين.. وانتزعوا الانتصارات من أمام المنافسين بحناجرهم الذهبية قبل أدواتك.. تجرأ قليلاً يا نونو ووظف ما لديك من عناصر.. واستعن بأطرافك.. وتأكد أن الهجوم خير وسيلة للدفاع.. وقد تحتاج إلى مشاهدة أشهر ريمونتادا كروية في العالم.